قال الله تعالى:متى جئتنى قبلتك. إن أتيتني ليلا قبلتك . و إن أتيتني نهارا قبلتك . و إن تقربت مني شبرا تقربت منك ذراعا . و إن تقربت مني ذراعا تقربت منك باعا . و إن مشيت إلي هرولت إليك . و لو لقيتني بقراب الارض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، أتيتك بقرابها مغفرة ، و لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك . و من أعظم مني جودا و كرما ؟
عبادي يبارزونني بالعظائم ، و أنا أكلؤهم على فرشهم ، إني و الجن و الإنس في نبإ عظيم : أخلق و يعبد غيري ، و أرزق و يشكر سواي . خيري إلى العباد نازل . و شرهم إلي صاعد . أتحبب إليهم بنعمي ، و أنا الغني عنهم . و يتبغضون إلي بالمعاصي، و هم أفقر شيء إلي .
من أقبل إلي تلقيته من بعيد . و من أعرض عني ناديته من قريب. و من ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد. و من أراد رضاي أردت ما يريد. و من تصرف بحولي و قوتي ألنت له الحديد.
أهل ذكري أهل مجالستي . و أهل شكري أهل زيادتي. و أهل طاعتي أهل كرامتي. و أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي. إن تابو إلي فأنا حبيبهم. فإني أحب التوابين و أحب المتطهرين ، و إن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم.أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب .
من آثرني على سواي آثرته على سواه . الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة. و السيئة عندي بواحدة . فإن ندم عليها و استغفرني غفرتها له .
أشكر اليسير من العمل .و أغفر الكثير من الزلل. رحمتي سبقت غضبي . وحلمي سبق مؤاخذتي .و عفوي سبق عقوبتي . أنا أرحم بعبادي من الوالدة بولدها << الله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بأرض مهلكة دوية عليها طعامه و شرابه . فطلبها حتى إذا أيس من حصولها نام في أصل شجرة ينتظر الموت . فاستيقظ فإذا هي على رأسه . قد تعلق خطامها بالشجرة . فالله أفرح بتوبة عبده من هذا براحلته . >>
لاتنسونا من الدعاء