منتديات رحى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات رحى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أي شعر يبقى اكثر: شعر الحرب أم شعر الحب؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيف الكبيسي
رحى مميز



عدد الرسائل : 182
تاريخ التسجيل : 18/05/2008

أي شعر يبقى اكثر: شعر الحرب أم شعر الحب؟ Empty
مُساهمةموضوع: أي شعر يبقى اكثر: شعر الحرب أم شعر الحب؟   أي شعر يبقى اكثر: شعر الحرب أم شعر الحب؟ I_icon_minitimeالأحد يونيو 15, 2008 11:41 am

صحيفة القبس الكويتية - العدد 12571 - 29/05/2008 كتب جهاد فاضل:
أي شعر يبقى أكثر من الاخر: شعر الحرب أم شعر الحب؟
واي شاعر أخلد في ذاكرة الفرنسيين: لوي اراغون شاعر المقاومة الفرنسية ابان لاحتلال النازي لفرنسا، ام لوي اراغون شاعر المرأة والحب في اعماله الشعرية المختلفة وفي طليعتها دواوينه: «الزا»، و«عينا إلزا»، و«مجنون الفرا»؟
هذه الاسئلة يناقشها المثقفون والنقاد الفرنسيون في الدوريات والصفحات الثقافية الفرنسية بمناسبة مرور 26 عاما على رحيل الشاعر الفرنسي الكبير لوي اراغون الذي ولد في باريس عام 1897 واسس مع اندريه بريتون مجلة «ادب» (1919) التي اذاعت فكرة السوريالية عن الكتابة الآلية والاستخدام المفعم بالعاطفة، غير المقيد، للصور الشعرية المذهلة، وهو ما تجلى في قصائد اراغون الاولى: «نار الفرح» (1920)، و«الحركة الدائمة» (1925). ثم حملت روايته الاولى «فلاّح باريس» (1926) هذه الثورة الشعرية الى ميدان النثر، موحية من خلال خيالها الجريء، باعاجيب الحياة اليومية في المدينة. وفي عام 1930 زار اراغون الاتحاد السوفيتي فتولاه الاعجاب بما رآه من حركة البناء. ومنذ ذلك الحين تخلى عن النظر الى الادب كهواية، وعاش حياة مكرسة للواقعية الاجتماعية والصحافة. وقد ساعد في اذاعة الادب الروسي او السوفيتي في فرنسا، كما نشط في العمل بين الدوائر الادبية لمدينة مدريد اثناء الحرب الاهلية الاسبانية، وحارب حتى عام 1939 في صفوف الجمهوريين الاسبان. ثم غدا بعد ذلك واحدا من منظمي المقاومة الادبية ضد حكومة فيشي، وساعد على نشر كثير من الاعمال المناهضة للنازية سراً. وبعد الحرب العالمية الثانية رأس تحرير مجلة «الآداب الفرنسية» التي توقفت لاحقا عن الصدور وكانت وفاته سنة 1982 .
ثلاثة خيوط
بعد عام 1930 عاد شعر اراغون الى القوالب الغنائية التقليدية وقد تجمعت حول ثلاثة خيوط: الاشتراكية، في ديوانه: «مرحى يا جبال الاورال» (1934)، والوطنية، خصوصا اثناء حرب بلاده مع النازي في ديواني «انكسار قلب» (1940) و«ديانا الفرنسية» (1945)، وحبه لزوجته ورفيقة حياته الزا تريوليه. كانت الحرب العالمية الثانية هي اعظم لحظات اراغون شاعرا، فلأنه حارب في صفوف المقاومة الفرنسية، فقد غدا صوت فرنسا التي هزمت واحتلت، ولكنها ظلت حية تتحدى، وقصائد ديوانه «انكسار قلب» التي تعبر عن وطنية بسيطة تتجاوز نطاق الاحزاب، حركت مشاعر الكثيرين خارج حدود فرنسا.
الفرنسيون يقارنون اليوم بين اراغون شاعر الحرب والمقاومة، وبين اراغون شاعر الحب الذي استوحى شعر «المجنون» من التراث العذري العربي، وعلى غراره نسج مجموعة شعرية لعلها الاخلد في شعره، وفي الشعر الفرنسي الحديث ايضا.
يقول النقاد الفرنسيون اليوم، وقد تحرروا من لينين وستالين وموريس ثوريز (زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي) ان اغلب شعر الحرب والمقاومة عند راغون لم يقدر له البقاء طويلا كشعر.
فإن ايقاعاته الواضحة مما يذكرنا بأرغن الشوارع او الاكورديون، وميله الى التكرار وغير ذلك من الحيل اللفظية، واستخدامه البحور التقليدية المقفأة، بهدف خلق شعر شعبي في الاربعينات في القرن الماضي، واقتباسه اصداء من ابوليني وشارل بيفي وفرلين وسواهم، وفي الملامح التي جعلته يبرز يوما كتعبير عن الصوت الجماعي للشعب، هذه الايقاعات تبدو لنا الآن نقاط ضعف، بعد ان خبأ انفعال اللحظة، مع ذلك فإن اقتناصه انفعال تلك اللحظة ما كان بالشيء الذي كان يقدر عليه شاعر آخر أقل منه حساسية.
إرث عذري مشرقي
ولكن اراغون، في عيون هؤلاء النقاد، شاعر حب وعاطفة من مقام عال، وقد انصب اكثر هذا الشعر على التغزل في إلزا تريولية الاديبة الروسية الاصل التي احبها ثم تزوجها في ما بعد. وغزله يعيد الى الذاكرة غزل «المجنون» في ليلى لفرط الجوى والوجد اللذين يشعان منه، اما كيف تعرف اراغون الى هذه الصفحة العذرية العربية، فقد ذكر مرة انه تعمق بالشعر العربي كما ترجمه مستعربون فرنسيون امثال لوي ماسينيون، ثم دخل الى مجاهل الكتابة والصرف والنحو. وقد اعجب بشكل خاص بالصوفية المشرقية كما تبلورت مع مجنون ليلى، حيث سطر الشاعر العذري هيامه بهذه المرأة المستحيلة، هياما يصل إلى درجة العبادة.
من الارث العذري المشرقي صاغ اراغون اروع نتاجه، المجنون في ديوانه «مجنون إلزا»، يتأمل في مصير آخر ملك عربي في الاندلس، وهو عبد الله ملك غرناطة، التي كانت المعقل الاخير الذي استرده الاسبان من العرب.يتكلم اراغون من خلال تروبا دور يجول في شوارع غرناطة اسمه قيس بن الأمير النجدي. انه هائم بامرأة اسمها إلزا، لن تتجلى على الأرض قبل عدة عصور.
ولأن ما لا يدرك كلّه، لا يترك جلّه، فاننا نعرض لصور من عاطفة الحب التي تشع في أعمال اراغون، وبخاصة في «مجنون إلزا».
في احدى قصائد هذا الديوان يقول اراغون: «لا حب إلا عبر الألم، لا حب الا ويقتل فيه الإنسان، لا حب للوطن أكبر من حبك، لا حب إلا وترويه الدموع، لا حب سعيدا».
وفي قصيدة أخرى: «ابتدأت حياتي فعلاً يوم التقيت بك، فأغلقت بذراعيك طريق جنوني الرهيب. أنا ولدت حقاً في شفتيك وحياتي ابتدأت منك. ألمسك ويبدأ كل شيء من جديد، ويستعيد كل شيء ابعاده وبريقه وعنفوانه، ويستعيد كل شيء قيمته ومعناه».
وهج عاطفي
ويتوالى هذا الوهج العاطفي في كل صفحة من صفحات «مجنون إلزا». فأنّي تجوّلت في صفحاته فاح الورد والياسمين:
زمننا يمضي افتحي عينيك
فكّري بما تسرقين مني من سعادة
تسرقين مني بعض السماوات
التي ابتدعتها لك وفاءً بوعد!
لا استطيع أن أحبك أبداً
لطول ما أحبك
بلا حراك انتظر فجرك بعد الفجر
امسك الى ما لا نهاية بذراعك الحلو في يدي
آنئذ يزهر فيّ شيء لا يوصف
وعلى شفتيك أرى شهوب الغد
يا حبّي يا عشبتي العظيمة
دعوني أنام فيها أبداً
عبثاً قطفت كل زهور العالم
أنها للذبول أمامك على الأرض
بلا ماء ولا قافية
ثمة قرابة روحية بين هذا الغزل وبين الغزل العربي بتجلياته العذرية والصوفية. عكف اراغون على دراسة التصوف العربي والغزل العربي سنوات طويلة قبل ان يكتب «مجنون إلزا» على غرار اشعار مجنون ليلى. وقد كتب «مجنون إلزا» انطلاقاً من التاريخ الغرناطي الاندلسي بالذات. هو يقول انه افتتن بتاريخ الأندلس العربية ورسا على شواطئه مسحوراً مذهولاً. وقد الهمه هذا التاريخ، كما الهمته إلزا تريوليه، أجمل قصائد الحب وأبقاها. وفي حين تهاتر شعر الحرب والمقاومة بنظر نقاده، فإن شعر الحب الذي كتبه يزداد توهجاً ونضارة مع الوقت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أي شعر يبقى اكثر: شعر الحرب أم شعر الحب؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رحى :: اشعار وقصائد-
انتقل الى: