تتقاذفنى الأقدام فلا أستطيع النهوض ، أبحث عن بعض الراحة فلا أعثر عليها ...
هكذا أنا ، طفل فقدت ملامحه معنى الطفولة !!!.
تجول عيناى فى الطرقات فلا ارى سوى الخراب ، تسترق أذناى لتسمع
ا لأصوات ، فلا تجد سوى الصمت ..
الصمت المخيم على المكان فبات كالمقابر .. كالمقابر !!. لا!!. ..
بل هى المقابر .
يسرح خيالى محاولا تذكر قسمات وجه أمى فيطارده هذا المشهد اللعين ...
غارقة فى دمائها لا تستطيع الحراك .. أناديها فلا تجيبنى سوى الآهات ،
أبحث عن نجدة فلا أجد ، لا أجد سوى كلاب تحوم حول الأموات ،
وأحيانا تطول الأحياء .
آه يا أمااااااه
كم كنتِ شمعة مضيئة تنور لى ظلام الآفاق !!.
ظلام لا أرى به سوى دماء ، وجثث ، وقتلى ، وجرحى ، ومغتصبين
حتى أصبحوا جزءا من هذا الظلام ..
أنظر لجسدى فلا ارى سوى الكدمات ،
لعنك الله أيها المتحجر !!.
آه لو كنت ذا قوة فأدحرك مثل الجراد .
لكنى لم أملك سوى التخبط بأذرع صغيرة لا تعلم متى الخلاص ،
" دعنى وشأنى .. لماذا تضربنى هكذا ؟.. ألا يوجد من يوقفك ؟ .. "
كم حاولت منه الفكاك ، فلم اجد سوى حجارة صماء ،
رغم انكِ لم تنقذينى ، إلا أنكِ أفضل من الفراغ ..
لم تستطيعى إيقافه فطالتنى يداه ، حينها ذقت من الضربِ ألواناً والوان ..
صرخت وصرخت فلم يجيبنى سوى الصمت الفائح برائحة الدماء ،
دماءٌ سالت من جثث الشهداء ،
فأخذتُ أدافع عن نفسى فى يأس وتفجرت عيناى بالبكاء .
آه منكِ يا آلام الوطن
آه من صمتٍ أطبق على حلوقنا فاختنقنا به حتى نفذ صبر الإنتظار .
شريدٌ أبحث عن الأمان أنا .. ضائعٌ أجول فى الطرقاتِ أنا ..
تائها يأمل فى يوم الرجوع أنا .. وحيدٌ فى وطنٍ سليب أنا ..
فاقدُ لهويتى .. لأهلى .. لذاتى .. لطفولتى .. لوطنى .. ، مغتربٌ
لا أملك سوى حجارة ضعيفة ، أقذفها بقلب يحترق ألما ،
علّى أسترجع بها أرضى الأسيرة ، فلا يجابهنى سوى الصمت
الصمت الذى يلى ضرب الرصاص ،
ويبقى قلبى ينظر للآفاق ،
متطلعا لبزوغ شمس الآمال ،
متعلقا برائحة خبز أمى وأنا عائد إلى الديار .
بقلمـ ــى