أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله الخالق العظيم و إله السماوات و الرب الحكيم
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سيد المرسلين
أفضل الناس خلقا و خلقا و منطقا حبيب رب العالمين
و على آله الطيبين الطاهرين
و صحبه الميامين المؤمنين
بعد...............
الحمد لله الذي جعل الدعاء سلاح المؤمن و جعل الدعاء شفاء و الله لا يحب أن يرد الداعي إذ قال(ادعوني أستجب لكم) الله و عدنا بالإستجابة لذلك فإن منأفضل العبادات الدعاء
فضل الدعاء
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت : قال رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « إنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إنْسانٍ مِنْ بني آدم علَى سِتِّينَ وثلاثمائَةِ مَفْصِلٍ ، فَمنْ كَبَّر اللَّه ، وحمِدَ اللَّه ، وَهَلَّلَ اللَّه ، وسبَّحَ اللَّه واستَغْفَر اللَّه ، وعَزلَ حَجراً عنْ طَرِيقِ النَّاسِ أوْ شَوْكَةً أوْ عظْماً عن طَرِيقِ النَّاسِ ، أوْ أمر بمعرُوفٍ أوْ نهى عنْ مُنْكَرٍ ، عَددَ السِّتِّينَ والثَّلاَثمائة ، فَإِنَّهُ يُمْسي يَوْمئِذٍ وَقَد زَحزحَ نفْسَهُ عنِ النَّارِ » .
وعنْ أبي مُوسَى الأشعريِّ ، رضي اللَّه عنهُ ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : «مَثَلُ الذي يَذكُرُ ربَّهُ وَالذي لا يذكُرُهُ ، مَثَل الحيِّ والمَيِّتِ » رواهُ البخاري .
ورواه مسلم فقال : « مَثَلُ البَيْتِ الَّذي يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، وَالبَيتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّه فِيهِ ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ » .
وعنْ أبي هُريرةَ ، رضي اللَّه عنْهُ ، أنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « يقُولُ اللَّه تَعالى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عبدي بي ، وأنا مَعهُ إذا ذَكَرَني ، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي ، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ » متَّفقٌ عليهِ .
وعَنْهُ قال : قالَ رَسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « سبقَ المُفَرِّدُونَ » قالوا : ومَا المُفَرِّدُونَ يا رسُول اللَّهِ ؟ قال : « الذَّاكِرُونَ اللَّه كَثيراً والذَّاكِراتُ » رواه مسلم .
روي : « المُفَرِّدُونَ » بتشديد الراء وتخفيفها ، والمَشْهُورُ الَّذي قَالَهُ الجمهُورُ : التَّشديدُ.
وعن جابر رضي اللَّه عَنْهُ قالَ : سمِعْتُ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : « أَفْضَلُ الذِّكرِ : لا إله إلاَّ اللَّه » . رواهُ الترمِذيُّ وقال : حديثٌ حسنٌ .
وعنْ عبد اللَّه بن بُسْرٍ رضي اللَّه عنْهُ أنَّ رَجُلاً قال : يا رسُولَ اللَّهِ ، إنَّ شَرائِع الإسْلامِ قَدْ كَثُرتْ علَيَّ ، فَأخبرْني بِشيءٍ أتشَبَّثُ بهِ قال : « لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ » رواهُ الترمذي وقال : حديثٌ حَسَنٌ .
وعنْ جابرٍ رضي اللَّه عنهُ ، عَنِ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « منْ قال : سُبْحانَ اللَّهِ وبحَمدِهِ ، غُرِستْ لهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ » . رواه الترمذي وقال : حديث حسنٌ .
وعن ابن مسْعُودٍ رضي اللَّه عَنْهُ قال : قال رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم « لَقِيتُ إبراهيمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي فقال : يا مُحمَّدُ أقرِيءْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلام ، وأَخبِرْهُمْ أنَّ الجنَّةَ طَيِّبةُ التُّرُبةِ ، عذْبةُ الماءِ ، وأنَّها قِيعانٌ وأنَّ غِرَاسَها : سُبْحانَ اللَّه ، والحمْدُ للَّه ، ولا إله إلاَّ اللَّه واللَّه أكْبَرُ » .رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ .
وعنْ أَبي الدِّرداءِ ، رضيَ اللَّه عَنْهُ قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أَلا أُنَبِّئُكُم بِخَيْرِ أَعْمَالِكُم ، وأَزْكَاهَا عِند مليكِكم ، وأَرْفعِها في دَرجاتِكم ، وخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاق الذَّهَبِ والفضَّةِ ، وخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقوْا عدُوَّكم ، فَتَضربُوا أَعْنَاقَهُم ، ويضرِبوا أَعْنَاقكُم؟» قالوا : بلَى ، قال : « ذِكُر اللَّهِ تَعالى » . رواهُ الترمذي ، قالَ الحاكمُ أَبو عبد اللَّهِ : إِسناده صحيح .
وعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِي اللَّه عنْهُما قَال : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « منْ لَزِم الاسْتِغْفَار ، جعل اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجاً ، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجاً ، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لا يَحْتَسِبُ » رواه أبو داود .
وعنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضِي اللَّه عنْهُ قال : قال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « منْ قال : أَسْتَغْفِرُ اللَّه الذي لا إِلَهَ إِلاَّ هُو الحيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إِلَيهِ ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ » رواه أبو داود والترمذي والحاكِمُ ، وقال : حدِيثٌ صحيحٌ على شَرْطِ البُخَارِيِّ ومُسلمٍ .
الدعاء
هذه بعض أدعية الحبيب المصطفى و أسأل الله تعالى بأن يتقبل دعائنا و دعاء جميع المسلمين و المسلمات
دعاء1 في السجود
وعنهُ أنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يقُولُ في سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اغفِرْ لي ذَنبي كُلَّهُ : دِقَّه وجِلَّهُ ، وأَوَّله وَآخِرَهُ ، وعلانيته وَسِرَّه » رواهُ مسلم .
وعنْ عائشةَ رضي اللَّه عنْها قالَتْ : افتَقدْتُ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَتَحَسَّسْتُ، فَإذَا هُو راكعٌ أوْ سَاجدٌ يقولُ : « سُبْحَانكَ وبحمدِكَ ، لا إلهَ إلاَّ أنْتَ » وفي روايةٍ : فَوقَعَت يَدِي على بَطْنِ قَدميهِ ، وهُوَ في المَسْجِدِ ، وهما منْصُوبتانِ ، وَهُوَ يَقُولُ : « اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وبمُعافاتِكَ مِنْ عُقوبتِكَ ، وَأَعُوذُ بِك مِنْكَ ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عليكَ أَنْتَ كما أثنيتَ على نَفْسِكَ » رواهُ مسلم .
دعاء لبس الثوب الجديد ونحوة
عن أبي سعيد الخُدْري رضيَ اللَّه عنه قال : كانَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا اسْتَجَدَّ ثَوْباً سمَّاهُ باسْمِهِ عِمامَةً ، أَوْ قَمِيصاً ، أَوْ رِدَاءً يقُولُ : « اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما صُنِع لَهُ ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ » .
رواهُ أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن .
بعض الأدعية المختارة
في صحيحي البخاري ومسلم عن أنس رضي اللّه عنه، قال: كان أكثرُ دعاء النبيّ صلى اللّه عليه وسلم:
“اللهُم آتنا في الدنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النارِ”.
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه؛ أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول:
“اللهُم إني أسألُكَ الهُدَى والتقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى”.
وفي الترمذي عن شهر بن حوشب، قال: قلتُ لأُمّ سلمة رضي اللّه عنها: يا أُمّ المؤمنين ما أكثرَ دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا كان عندكِ؟ قالت: كان أكثرُ دعائه:
“يا مُقَلبَ القُلُوب ثَبت قَلْبي على دِينكَ”.
وفي صحيح مسلم عن طارق بن أشيم الأشجعي الصحابي رضي اللّه عنه قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى اللّه عليه وسلم الصلاة، ثم أمرَه أن يدعوَ بهذه الكلمات:
“اللهُم اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاهْدِني وَعافِني وَارْزُقْني”.
وفي صحيح مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
“اللهُم يا مُصَرفَ القُلُوبِ صَرفْ قُلُوبَنا على طاعَتِكَ”.
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص، عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنهم أنه قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: علّمني دُعاءً أدعُو به في صَلاتي، قال:
“قُلِ اللهُم إني ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً وَلا يَغْفِرُ الذنُوبَ إِلا أنْتَ فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إنكَ أنْتَ الغَفُورُ الرحِيمُ”.
وفي صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء:
“اللهُم اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلي وَإسْرَافِي في أمْرِي، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِني، اللهُم اغْفِرْ لي جَدّي وَهَزْلي وَخَطَئي وَعَمْدي وَكُل ذلكَ عِنْدِي؛ اللهُم اغْفِرْ لي ما قَدمْتُ ومَا أخرْتُ وَمَا أسْرَرْتُ وَما أعْلَنْتُ وَما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنّي، أنْتَ المُقَدمُ وأنْتَ المُؤَخرُ وأنْتَ على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان يقول في دعائه:
“اللهُم إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما عَمِلْتُ وَمِنْ شَرّ مَا لَمْ أعْمَلْ”.
وفيه عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: كان دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
“اللهُم إني أعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَولِ عافيتك وَفَجْأةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سُخْطِكَ”.